تحديات الدراسة في أوربا وطريقة تخطي كل منها – 7 من أصعب ما واجهني

0
تحديات الدراسة في أوربا

إن فرصة الدراسة في أوربا هي فرصة ذهبية لكل منا، لكن العديد من الطلاب يظن أن هذه الخطوة والحياة في أوربا ستكون سهلة، ولكن من تجربتي يمكن أن أقول لكم إن الدراسة في أوربا ستكون ممتعة للغاية ولكنها لن تكون تجربة سهلة.

بعد سفري إلى أوربا وبالتحديد إلى ألمانيا واجهت العديد من التحديات وتمكنت من مواجهتها وتخطيها ولله الحمد. وسأشارك في هذه المقالة هذه التحديات التي واجهتني والطريقة الصحيحة لمواجهة كل منها في البلد الذي ستسافر إليه.

1. الإحساس بأني شخص دخيل

بغضّ النظر عن الدولة الأم للطالب، وعن الدولة التي ستسافر إليها في أغلب الأحوال ستشعر كأنك دخيل وغريب عن هذا المجتمع وهؤلاء الناس على الأقل لفترة من الزمن قبل التأقلم مع المجتمع، لن تفهم عاداتهم و تقاليدهم و حتى لن تفهم نكتهم، قد تجد أحياناً الجميع يضحك، وأنت لم تفهم المزحة بل ربما لن تعرف أنها نكتة و ظننته يتكلم جدياً.

في أغلب الدول الأوربية ستشعر في البداية بعدم الارتياح أو أنك شخص غير مرغوب به، وفي البداية سيكون هذا الشعور متعباً ومزعجاً، حتى تعتاد على الثقافة الجديدة والتقاليد المتبعة في هذا البلد الجديد ويصبح لديك أصدقاء من هذا البلد.

كيف تتخطى تحدي الاندماج في المجتمع أثناء الدراسة في أوربا:

لا تدع ماذكرته في الأعلى يحبط من عزيمتك على السفر، فكل شخص جديد يأتي إلى أي دولة أوربية سيشعر بهذا في البداية ولكن مع الوقت ستجد أن هذه الحواجز ستختفي وستشعر باندماجك مع المجتمع في وقت سريع.

هناك عدة أمور ستساعدك على الاندماج في المجتمع بسرعة، الأولى هي أن تحاول الاطلاع على ثقافة الدولة التي ستسافر إليها قبل سفرك، وبالتالي تفهم جزءً من هذه الثقافة وتبدأ بالتعود عليها.

ثانياً لا تخجل من السؤال، ربما يكون من المخجل أن تسأل لماذا يضحك الأشخاص من حولك أو لماذا قاموا بتصرف معين، ولكن الأفضل أن تتعلم أول مرة لتستطيع التأقلم في المرة الثانية وفهم ما يحدث من حولك.

ثالثاً لا تبقى في المنزل أيام العطل، ابحث عن نوادي للانضمام إليها أو شارك أصدقاءك مشوارهم أو تطوع في منظمات إنسانية كل هذا سيساعدك على الاندماج بسرعة أكبر في المجتمع الجديد.

طبعاً وأي حل آخر تجده يفيدك في الاندماج مع المجتمع لا تتردد في القيام به فلكل منا طريقته في مواجهة التحديات في حياته، المهم أن لا تستسلم و تتابع المحاولة للتأقلم.

2. حاجز اللغة

إن العيش في بلد لا يتحدث سكانها لغتك الأم ولا تتحدث أنت لغتهم الأم سيشعرك بالكثير من الوحدة، وهذا يضع الطالب تحت ضغط تعلم لغة جديدة من الصفر مهما كانت صعوبتها أو سهولتها ليتمكن من العيش والدراسة في هذه الدولة.

أعتقد أن حاجز اللغة هو أحد أوضح الحواجز التي يفكر فيها الطالب قبل سفره إلى أي دولة أوربية لمتابعة دراسته، ولاحظت أن أغلب الطلاب يبدؤون بتعلم لغة الدولة قبل سفرهم إليها وهذا أمر ممتاز وسيساعدهم كثيراً بعد الوصول إلى أوربا.

وأحياناً يصل الطالب إلى أوربا ويكون قد قطع شوطاً كبيراً في لغة الدولة التي سافر إليها ولكنه يواجه مشكلة في فهم اللهجة المحلية وهذا محبط للغاية.

تخطي حاجز اللغة:

هناك الكثير من الأمور التي يمكن أن تقوم بها لتخطي حاجز اللغة قبل السفر وبعده، فيمكن أن تجعل هذا الحاجز يوتّرك ويصعّب حياتك أو تستغله كفرصة لتتعلّم هذه اللغة الأجنبية.

أحد أكثر الأمور التي أنصح بها هي التسجيل في كورس عبر الإنترنت لمدرّس من تلك الدولة وبالتالي تعتاد من البداية على لهجة السكان الأصليين لهذه الدولة.

التركيز على دراسة اللغة منذ الوصول إلى أوربا أمر ضروري جداً لتخطي حاجز اللغة، كما عليك ممارسة اللغة بشكل مستمر وهذا سيسرع من تعلمك للغة وإتقانك لها، ودائماً حاول السؤال عن الكلمات التي لا تعرفها واسأل عن لفظ الكلمات التي تجدها صعبة وستجد أن الجميع محب دائماً لمساعدتك.

هناك العديد من الكفتيريات التي رأيتها في أوربا والتي تركز على لقاءات الأجانب مع السكان المحليين ويتحدثون بلغة الدولة المضيفة حيث يساعد السكان الأصليون الطلاب الجدد على التأقلم بشكل أكبر مع اللغة والمجتمع، بعد وصولك إلى المدينة التي ستسكن فيها ابحث عن هذه الكفتيريات وأغلبها موجود في المدن الكبيرة.

3. الصدمة الثقافية

لكل مجتمع ثقافته الخاصة وتقاليده، وهذا مايولّد الصدمة الثقافية عندما يترك الطالب بلده ذاهباً إلى دولة أوربية، فأنت كشخص غريب عن هذه الدولة من المؤكد أنك ستقع في أخطاء وستبدو غريباً و لن يفهموا تصرفاتك و لا أنت ستفهم تصرفاتهم، وبعض هذه المواقف يمكن أن تصل إلى درجة الإزعاج بالنسبة لك أما بالنسبة لهم فهو أمرعادي، فما يزعجك مختلف عما يزعجهم و بالعكس.

إن الثقافة والعادات والتقاليد والمجتمع ونمط الحياة مختلف تماماً عن دولتك الأم، ولكن أؤكد لك أنك ستستمتع بكل دقيقة في تعلم وممارسة هذه العادات الجديدة.

مواجهة الصدمة الثقافية أثناء الدراسة في أوربا

أنصحك دائماً ألا تشعر بالإحراج، تعلم من أخطائك لكي لا تقع بهذه الأخطاء مرة أخرى، راقب تصرفات الآخرين، وكيف يقومون بالأمور الغريبة بالنسبة لك، و لا تتردد بالسؤال لتفهم ما يدور حولك.

تابع البرامج الثقافية باللغة الأم لهذه الدولة واستخدم التطبيقات المحلية على هاتفك للتعرف على ثقافة هذا البلد بشكل أعمق.

تحضر نفسياً للدراسة في أوربا بمتابعة هذه المقالة هنا.

4. التعود على عملة البلد والفروقات في الأسعار

الدراسة في أوربا - اختلاف العملات

إن التعود على فروق قيمة العملة بين بلدك الأم والبلد الذي ستسافر إليه إن كان يستخدم عملة اليورو أو غيرها تحدٍ بحد ذاته. مثلاً لنقل أن 1 يورو يساوي 20 جنيه مصري (هذه ليست القيمة الفعلية فقط مثال) فيجب أن تنتبه عند التعامل باليورو على القيمة بالجنيه المصري إلى حين تعودك على قيمة اليورو الشرائية.

عليك في البداية أن تعتمد على نظام تحويل في ذهنك لتقارن أسعار السلع، ولا تتردد في سؤال السكان المحليين عن الأسعار وأين تجد أرخص المتاجر والسوبرماركتات، وهذا الأمر له تأثيره الكبيرعلى مصروفك إذا كانت فترة بقائك في البلد المضيف لعدة فصول دراسية، وسيزداد مصروفك الشهري بنسبة لا تقل عن 40% إذا لم تنتبه للأسعار ومن أين تشتري السلع.

5. البعد عن الأهل والأصدقاء والحنين إلى الوطن

العيش في أوربا تجربة رائعة عندما يجري كل شيء كما تشتهي السفن، ولكن عندما تبدأ المشاكل من حيث لا تدري ستشعر بأنك لوحدك وأنك بحاجة إلى أهلك وأصدقائك الذين يبعدون عنك آلاف الكيلو مترات ليدعموك ويساعدوك على تخطي هذه الظروف الصعبة.

أتذكر أن هذا الشعور روادني كثيراً في الشهور الأولى لسفري، كنت أجلس وأسأل نفسي لماذا أنا هنا؟ أريد العودة إلى أهلي وأصدقائي، ولكن مع الوقت تعودت على وجودي وأصبح لدي أصدقاء وأشخاص يدعمونني في البلد الذي أعيش فيه، وكل شيء أصبح على ما يرام.

6. الصعوبات المالية والميزانية الدراسية

دائماً ما كنت أخطط لمصروفي بعناية، وأتابع مصروفي خلال الشهر وعلى مدار الفصل الدراسي حتى أتمكن من العيش ضمن التكاليف المعقولة والمبلغ المخصص لهذه الفترة من السنة، ودائماً ستلاحظ أنه في بعض الأسابيع سيزداد مصروفك لذلك عليك أن تتحكم بمصروفك فتراقبه وتنقصه في الأسبوع الذي يليه لتبقي المصروف ضمن الميزانية المخصصة.

لقد وجدت أن أفضل ما قمت به هو العمل أثناء الدراسة فهو دخل إضافي يزيد من الميزانية وتصبح قادراً على زيادة مصروفك أو الإدخار للشهور اللاحقة، وأيضاً حاول أن تحضر جميع وجبات الطعام بنفسك وتجنب شراء الطعام الجاهز فهذا يوفر مبلغاً شهرياً ممتازاً.

ولديك خيار التقديم للمنح والحصول على منحة في هذه الدولة قبل الوصول إليها أو بعد الوصول. تابع مقالتنا عن أهم الخطوات التي يجب أن تنتبه إليها قبل وأثناء التقديم لمنحة هنا.

7. تنظيم الوقت

قد تجد نفسك أحياناً تنسى الدراسة والجامعة وتريد فقط الاستمتاع بجمال البلد وحياة المدينة التي تعيش فيها في البلد المضيف. لدى وصولي إلى ألمانيا وجدت نفسي أتجول في أنحاء المدينة التي كنت أسكن فيها وأزور المدن المجاورة أكثر من تركيزي على تعلم اللغة وإنهاء مستويات اللغة لبدء الدراسة في الجامعة.

لذلك دائماً انتبه أن تنظم وقتك بعد الوصول إلى أوربا، وألا تضيع في جمال البلاد وتنسى الهدف الأساسي الذي أتيت من أجله.

وإياك التفكير في أن الأمر سيفوتك إن لم تقم به، مثل الذهاب إلى السنيما أو حفل موسيقي أو غيرها، كله يمكن تعويضه، وإذا لم يكن لديك الوقت الكافي للقيام بهذه النشاطات بسبب ضغط الدراسة، لا تترك دراستك وانتظر وقت الفراغ أو العطلة الصيفية للقيام بهذه النشاطات.

كل هذه التحديات التي يواجهها الطلاب أثناء الدراسة في أوربا قد تجد أنها صعّبت فكرة الدراسة في أوربا وعقّدت تجربة السفر بالنسبة لك، ولكن كل ما ذكرته سيكون أسهل من الوصف في المقالة. ستبني النجاح بناءً على أخطائك السابقة ليس فقط من خلال هذه التحديات بل في جميع نواحي الحياة أثناء الدراسة في أوربا.

وفي النهاية ستنجح وسيصبح لديك عدداً كبيراً من القصص لتحكيها لأصدقائك بعد عودتك إلى بلدك.

كل هذه التحديات من الممكن أن تؤثر على تركيزك أثناء الدراسة لذلك تابع مقالتنا حول زيادة التركيز الدراسي هنا.

شكراً لقراءتك هذه المقالة، ولمزيد من المعلومات انضم إلى متابعي صفحتنا على الفيسبوك هنا، وعلى تيليغرام هنا.

Leave A Reply

Your email address will not be published.